من روائع العمارة الإسلامية .. مسجد السيدة زينب - القاهرة
المهندس جادالله فرحاتنشر في شموس يوم 11 - 08 - 2012
مسجد السيدة زينب 1302 هجرية = 1884/ 85م.
والسيدة زينب هي ابنة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم - فاطمة الزهراء- من الإمام علي بن أبي طالب وقد أجمع المؤرخون على موفور فضلها ورجاحة عقلها وغزارة علمها، وقد شهدت مع شقيقها الحسين موقعة كربلاء وشاهدت استشهاده بعيني رأسها، وهي - كما شهد لها التاريخ في الذروة من البلاغة وسمو البيان.
ومسجد السيدة زينب الذي تشرف وجهته الرئيسة الآن على الميدان المسمى باسمها تناولته يد الإصلاح والتعمير في أوقات مختلفة، ففي العصر العثماني قام علي باشا الوزير والي مصر من قبل السلطان سليمان بعمارة فيه في سنة 956 هجرية = 1549م كما قام عبد الرحمن كتخدافي سنة 1174 هجرية = 1761م بإعادة بنائه، وفي سنة 1212 هجرية = 1798م ظهر خلل بالمسجد فقام عثمان بك المرادي بهدمه وشرع في بنائه وارتفع بجدرانه وأقام أعمدته ولم يتم البناء نظرا لدخول الفرنسيين مصر، وبعد خروجهم منها استؤنف العمل إلا أنه لم يتم فأكمله محمد علي الكبير رأس الأسرة الملكية، ومنذ ذلك التاريخ أصبح مسجد السيدة زينب محل عناية أعضاء هذه الأسرة الجليلة وموضع رعايتها فقد شرع عباس باشا الأول في إصلاحه ولكن الموت عاجله فقام محمد سعيد باشا في سنة 1276 هجرية = 1859/ 60م بإتمام ما بدأه سلفه وأنشأ مقامي العتريس والعيدروسالآتي ذكرهم بعد.
والمسجد القائم الآن أمر بإنشائه الخديو توفيق وتم بناؤه سنة 1302 هجرية = 1884/ 85م وفي عهد جلالة الفاروق وبأمره الكريم تم توسيع المسجد من الجهة القبلية وافتتح جلالته هذه التوسعة بصلاة الجمعة في 19 من ذي الحجة سنة 1360 هجرية = 1942م.
والوجهة الرئيسة للمسجد تشرف على ميدان السيدة زينب وبها ثلاثة مداخل تؤدي إلى داخل المسجد مباشرة.
وترتد الوجهة عند طرفها الغربي وفي هذا الارتداد باب آخر مخصص للسيدات يؤدي إلى الضريح وتقوم المئذنة على يسار هذا الباب. ويحيط بالركن الغربي البحري سور من الحديد ويقع به قبتان صغيرتان ملتصقتان محمولتان على ستة أعمدة رخامية بواسطة سبعة عقود أقيمتا على قبري العتريس والعيدروس. وتقع الوجهة الغربية على شارع السد وبها مدخل على يساره من أعلى ساعة كبيرة وللمسجد وجهتان أخريان إحداهما على شارع العتريس والأخرى على شارع باب الميضة.
وأنشئت وجهات المسجد ومنارته وقبة الضريح على الطراز المملوكي وهي حافلة بالزخارف العربية والمقرنصات والكتابات. والمسجد من الداخل مسقوف جميعه، حمل سقفه المنقوش بزخارف عربية على عقود مرتكزة على أعمدة من الرخام الأبيض ويعلو الجزء الواقع أمام المحراب شخشيخة كما يعلو الجزء الأوسط من المسجد قبل التوسيع شخشيخة بها شبابيك زجاجية بوسطها قبة صغيرة فتح بدائرها شبابيك من الجص المفرغ المحلي بالزجاج الملون. ويقع الضريح بالجهة الغربية من المسجد وبه قبر السيدة زينب رضي الله عنها تحيط به مقصورة من النحاس تعلوها قبة صغيرة من الخشب. ويعلو الضريح قبة مرتفعة ترتكز في منطقة الانتقال من المربع إلى الاستدارة على أربعة أركان من المقرنص المتعدد الحطات ويحيط برقبتها شبابيك جصية مفرغة محلاه بالزجاج الملون.
وقد عملت التوسعة من الداخل على نظام بقية المسجد وهي تشتمل على صفين من العقود المحمولة على أعمدة رخامية تحمل سقفا من الخشب المنقوش بزخارف عربية وبوسطه شخشيخة مرتفعة عنه بها شبابيك للإضاءة. وقد بنيت وجهات هذه التوسعة بالحجر على طراز وجهات المسجد الأخرى.
وفى الصورة: مسجد السيدة زينب تحفة من العمارة الإسلامي.
* وزارة الأوقاف
المصدر: جريدة الراى الكويتية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تعليقك يهمنا ويشجعنا
اترك تعليقك هنا