لأصحاب السرعات المحدودة متاح سيديهات و فلاشات محمل عليها المراجع

هام إضغط هنا

الجمعة، 23 سبتمبر 2016

تحميل الرنوك لماير (Sarcenic Heraldry )


كتاب الرنوك لماير 

كتاب مهم جداً في مجال الفنون 

عذراً لأن صورته ليست بجوده كبيرة 

للتحميل 

الخميس، 15 سبتمبر 2016

الأسواق والشوارع في العمارة الإسلامية


الأسواق والشوارع في العمارة الإسلامية

جاد الله فرحات









الأسواق .. الطابع والتاريخ
الأسواق في المدن الإسلامية تعتبر مظهرا مميزا في العمارة قديما، لما تمتاز به من القبوات والعقود الضخمة، ولا تزال بعض المدن الإسلامية محتفظة بطابعها التاريخي القديم في أسواقها الجميلة، ومثال ذلك القاهرة ودمشق وحلب وتونس والمدينة المنورة ومكة المكرمة والكويت والإمارات والمغرب.

ولما كانت نسبة كبيرة من سكان المدن العربية تعمل بالتجارة نظرا لازدياد النشاط التجاري العابر في هذه المنطقة من العالم، فقد انعكست هذه الظاهرة على العناصر التخطيطية المكونة للمدينة العربية القديمة، فأقيمت الأسواق في مناطق خاصة من المدينة، كما امتد النشاط التجاري على طول الشوارع في مناطق أخرى، وهنا يجدر الفصل بين الأسواق التي تحوي النشاط التجاري الموسمي أو المتنقل، والشوارع التجارية التي تحوي النشاط التجاري الثابت في المحلات التجارية، وقد سميت هذه الأسواق بأسماء السلع التجارية التي كانت تباع فيها.

لقد كانت الشوارع التجارية أو الأسواق من أهم العناصر التخطيطية التي ارتبطت بالسكان في المدينة الإسلامية، إذ لم يتأثر هذا النوع من النشاط الجماعي كثيرا بالبصمات الشخصية التي تركها الحكام الذين تتابعوا عليها في العصور المختلفة، ومن هنا كانت الشوارع التجارية أو الأسواق من أهم العناصر المكونة للتراث الحضاري للمدينة الإسلامية القديمة، لما كان لها من صفة الاستمرار والنمو العضوي.

الأسواق العامة في المدن المصرية
لقد كانت الأسواق العامة تقع عند ملتقى طرق النقل البرية أو النهرية، كما كان الحال في مدينة الفسطاط عندما ظهرت كثير من المحلات التجارية على ساحل النيل، بينما بنى عبد العزيز بن مروان بعض المناطق التجارية داخل المدينة نفسها وكانت لها مسمياتها النوعية مثل قيسارية (أي الشارع التجاري) العسل، وقيسارية البز (المنسوجات)، وسوق القناديل.

في هذه الحقبة من التاريخ ازدهرت التجارة الوافدة من بحر الروم (البحر المتوسط) ومن بحر القلزم (البحر الأحمر)، واستمرت هذه الأسواق عامة حتى بناء مدينتي العسكر والقطائع، إذ ارتبطت بهما بعد ذلك.

وتكررت الصورة في مدينة العسكر، ثم في مدينة القطائع التي سميت أسواقها بمسميات شبه نوعية، مثل سوق العيارين، وكان به جميع العطارين والبزازين، وسوق الفاميين، وكان يجمع الجزارين والبقالين، وامتدت الصورة فيالعصر الفاطمي والعصر الأيوبي إلى أن زادت حركة التجارة الشرقية التي كانت تخترق مصر والشام في طريقها إلى أوروبا في عصر المماليك، الأمر الذي استدعى بناء الخانات أو الفنادق والأسواق،

ففي الخانات والفنادق كان ينزل التجار القادمون من الشام بسلعهم ودوابهم ويختزنون بضائعهم في المخازن والحواصل، وتؤدى لهم الأعمال المصرفية، واشتهرت هذه الفترة ببناء كثير من الوكالات والخانات مثل خان مسرور، وخان الخليلي الذي هدمه السلطان الغوري بعد ذلك ليبني مكانه مجموعة من الدكاكين والربوع والوكالات التي هدمت بدورها وأعيد بناء خان الخليلي مرة أخرى.

أسواق القاهرة القديمة
واستمرت الصورة الغالبة لأسواق القاهرة القديمة في الشوارع التجارية التخصصية التي سميت أسواقها بأسماء السلع والبضائع التي تحويها، ومن أهم الأسواق سوق القصبة على طول شارع القصبة الذي كان العمود الفقري لقاهرة المعز، ويمتد من باب الفتوح حتى باب زويلة مارا فيما بين القصرين، وقد سميت أجزاؤه المختلفة بأسماء السلع التي به، وتفرعت من هذا الشارع التجاري الرئيسي فروع من الشوارع التجارية التخصصية، مثل سوق الدواسين وسوق حارة برجوان، وكان من الأسواق النوعية سوق الشماعين وسوق الدجاجية وسوق السلاح وسوق القفصيات وسوق الجوخيين وسوق الحلاويين وسوق السوابين الصاغة وسوق الصنادقيين وسوق الحريريين، ولا تزال آثار هذه الشوارع التجارية أو الأسواق قائمة في المناطق المختلفة من القاهرة القديمة وأهمها سوق الغورية، في أحد أجزاء شارع المعز لدين الله، أو ما كان يسمى بشارع القصبة.

الأسواق في دمشق وبغداد
وفي دمشق الأموية تكررت الصورة التي لا تزال آثارها قائمة في الشارع التجاري لسوق الحميدية، ثم تكررت الصورة في مدينة بغداد القديمة، وإن كان سوق بغداد الأول يقع في قرية صغيرة خارج مدينة المنصور، ثم التحم بعد ذلك بالهيكل العام للمدينة ولا تزال آثار الشوارع التجارية قائمة في بغداد في سوق الشرجة وهو مقسم نوعيا إلى شوارع تجارية عدة.

أسواق مدينة القدس في العصر العثماني

وتكررت صورة الشوارع التجارية النوعية بعد ذلك في مدينة القدس في العصر العثماني، فظهرت الأسواق المسقوفة والمرصوفة بالبلاط الحجري، مثل السوق الطويل وسوق الحلاجين وسوق الغلال وسوق الحرير وسوق البزازين وسوق العطارين وسوق المجوهرات، وتكررت الصورة كذلك في الأسواق القديمة في مدن المغرب مثل مراكش وفاس ومدن المشرق مثل أصفهان وشيراز بإيران.

الشوارع التجارية
وهكذا كان الشارع التجاري من أهم العناصر التخطيطية المشتركة في المدن الإسلامية القديمة في المشرق والمغرب، وارتبط بسكانها، وهو بذلك يعتبر مدخلا مهما في تخطيط المناطق التجارية كأحد العناصر المهمة لربط المدينة الإسلامية المعاصرة بتراثها الحضاري.

أسواق القاهرة الفاطمية
والقاهرة الفاطمية بوجه خاص تتميز عن سائر المدن الإسلامية ببعض الخصائص منها- كما سبق القول- شارع رئيسي طويل، معروف بالقصبة، يخترقها من الشمال إلى الجنوب، من باب الفتوح إلى باب زويلة، يبلغ عرض الجزء المخصص للمرور منه ثمانية أمتار وتتخلله دخلات تشغلها الأسواق التي تعقد في الشوارع والساحات، وتحف القصبة أبنية فخمة من قصور الخلفاء الفاطميين، تليها منشآت أخرى كالمساجد والمدارس ومدافن السلاطين من المماليك التي أضيفت فيما بعد، كما كانت تشمل أقساما خصص كل منها لنوع من أنواع التجارة كالخيامية والنحاسين والعطارين والمغربلين إلى غير ذلك.

الوكالة في العمارة الإسلامية
الوكالة، أو الخان، عبارة عن فندق من نوع خاص، وتتكون من طابق أرضي يطل على فناء داخلي كبير مفتوح يحتوي على مخازن منفصلة، ومن طوابق علوية مخصصة للسكن، وتطل على الفناء الداخلي المفتوح، وكانت الوكالات تخصص لإقامة التجار الذين يفدون من مختلف البلاد مع عائلاتهم لقضاء موسم التجارة، حيث تخزن بضائعهم في المخازن لحين انتهائهم من تصريفها ثم يرحلون.

ومن المدهش أن أماكن الإقامة في الوكالة لم تكن مجرد حجرات، ولكنها كانت شققا صغيرة أو وحدات سكنية مستقلة تتكون من طابقين أو ثلاثة، وتتصل هذه الطوابق بسلم داخلي لكل وحدة، وقد نسب الغربيون هذه الفكرة الإسلامية الأصلية لأنفسهم باسم الوحدات السكنية المجمعة "الدوبلكس" "والتربلكس"، كما في عمارة مارسيليا 1949م/1951م للمعماري كوريزييه، واتخذت فيما بعد نظرية جديدة من نظريات العمارة الحديثة، ومن أشهر الوكالات وكالة الغوري ووكالة قايتباي.

الربع في العمارة الإسلامية
وهو صورة مبسطة للوكالة، يخصص أصلا للصناع وأصحاب الحرف ويتكون من دور أرضي يضم وِرَشًا ومحلات، وطابقين علويين عبارة عن شقق منفصلة مكونة من حجرة أو حجرتين، وصالة معيشة ومطبخ ودورة مياه لسكن عائلات الصناع أصحاب هذه المحلات.

وبالنسبة للأسواق حاليا فيوجد خان الخليلي بالقاهرة، والحميدية بدمشق، وأسواق الذهب والبشوت والتمور بالكويت، وسوق الأغذية بالشارقة، وسوق الشمغنة بدبي، وكلها أسواق على الطراز الإسلامي أو الخليجي.

المصدر: مجلة الوعي الإسلامي – العدد 532- تاريخ 3/ 9/ 2010م

المئذنة .. فن إسلامي خالص ( جاد الله فرحات)


المئذنة .. فن إسلامي خالص

جاد الله فرحات

جاد الله فرحات











مأذنة جامع السيدة زينب بالقاهرة

تنوعت الفنون والعمارة الإسلامية تنوعًا كثيرًا، ولعل أهم الفنون المعمارية هي المساجد بما تحويه من مآذن وأروقة ومحاريب وصحون .. إلخ. وتعتبر المئذنة من الفنون الإسلامية الأصيلة التي تنوعت تنوعًا شديدًا، وقد تفنن الفنان والمهندس المسلم في فن المآذن حتى ظهرت آلاف بل عشرات الألوف من المآذن، وكلها تدل على أن هذا الفن فن إسلامي خالص ليس مقتبسًا ولا منقولًا من حضارات سابقة.

فإذا كنت في أي مكان من العالم الإسلامي فلا بد أن تظهر أمامك إحدى المآذن الإسلامية. فالمئذنة علامة على وجود المسجد، والمسجد هو مركز الخلية الإسلامية أو المجاورة السكنية الإسلامية.

المئذنة فن إسلامي خالص:
والمئذنة فن إسلامي خالص، وهناك بعض المستشرقين والباحثين -سواء عن جهل أو قصد- يحاولون دائمًا إلحاق العمارة والفنون الإسلامية بأصول غير إسلامية، فنرى الأستاذ كريسول وهو من هو في العمارة الإسلامية، إذ هو صاحب فكرة إنشاء كلية للآثار في مصر وكان أستاذًا للعمارة الإسلامية في الجامعة المصرية وهو الذي ناقش رسالة الدكتوراة لأستاذنا الدكتور كمال الدين سامح عام 1947م، ينسب المئذنة في إصرار إلى أحد أصلين: أبراج المعابد الرومانية أو كنائس سورية والأردن.

وهذا الكلام مع جزيل إحترامنا للعالم الجليل ولمن سار على نهجه من أساتذة العمارة مرفوض جملة وتفصيلًا للأدلة التالية:

1- نقول إن الحاجة أم الأختراع والابتكار، والوظيفة تملي إرداتها وتفرض نفسها، فإن أصل المئذنة مأخوذ من الأذان وهو الإعلام بدخول وقت الصلاة بألفاظ مخصوصة يحصل به الدعاء إلى الجماعة وإظهار شعائر الإسلام، وهو واجب أو مندوب، قال القرطبي وغيره: الأذان -على قلة ألفاظه- مشتمل على مسائل العقيدة، لأنه بدأ بالأكبرية، وهي تتضمن وجود الله وكماله، ثم ثنى بالتوحيد ونفي الشريك، ثم بإثبات الرسالة لمحمد صلى الله عليه وسلم، ثم دعا إلى الطاعة المخصوصة عقب الشهادة بالرسالة، لأنها لا تعرف إلا من جهة الرسول، ثم دعا إلى الفلاح، وهو البقاء الدائم، وفيه الإشارة إلى المعاد، ثم أعاد ما أعاد توكيدًا.

وأهم الحِكَم التي تتجلى في الأذان تتلخص فيما يلي:
1- الإعلام بدخول وقت الصلاة، وهو المقصود الأعظم من الأذان.
2- نشر لذكر الله تعالى وإعلان بالتوحيد وتعظيم الله.
3- إظهار شعار الإسلام في كل بلدة أو مصر.
4- نداء لحضور الجماعة ومكان الصلاة.
5- هو العلامة الدالة المفرقة بين دار الإسلام ودار الكفر، فقد كان النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا غزا، فإن سمع أذانًا أمسك وإلا أغار.
6- اشتماله على فوائد جليلة أخرى تطرد الشيطان، واستجابة الدعاء عنده وغيرها.

وهذا معناه أن الأذان لابد أن يكون من مكان مرتفع يراه الجميع وأن يكون وسط المجاورة السكنية ، وقد ورد ذكر المنارة في صحيح مسلم في حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفعه حتى ظنناه في طائفة النخل، فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا ..، إلى أن قال: ثم يدعو رجلًا ممتلئًا شبابًا فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه يضحك، فبينما هو كذلك إذ بعث الله تعالى المسيح ابن مريم عليه السلام فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين، واضعا كفيه على أجنحة ملكية". فقد ورد ذكر المنارة وهي المئذنة والصومعة، وكلها ألفاظ مترادفة للمكان الذي يؤذن منه.

وقصة الأذان معروفة في كتب الحديث والسير، فمن ذلك ما رواه الإمام البخاري ومسلم: "كان المسلمون حين قدموا المدينة يجتمعون فيتحينون الصلوات وليس ينادي بها أحد فتكلموا يومًا في ذلك فقال بعضهم: اتخذوا ناقوسًا مثل ناقوس النصارى، وقال بعضهم: قرنا مثل قرن اليهود، فقال عمر بن الخطاب، لولا تبعثون رجلًا ينادي بالصلاة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا بلال قم فناد بالصلاة".

وقد أخرج أبو داود بسند صحيح "اهتم النبي صلى الله عليه وسلم للصلاة كيف يجمع الناس، فقيل انصب راية عند حضور وقت الصلاة فإذا رأوها آذن بعضهم بعضا فلم يعجبه الحديث". وذكروا البوق وذكروا الناقوس، فانصرف عبد الله بن زيد رضي الله عنه وهو مهتم فأري الآذان، فغدا على رسول الله وكان عمر قد رآه من قبل ذلك فكتمه عشرين يومًا ثم أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما منعك أن تخبرنا قال سبقني عبد الله بن زيد فاستحييت، فقال صلى الله عليه وسلم: "يا بلال قم فانظر ما يأمرك به عبد الله بن زيد فأفعله"، واستحب العلماء أن يكون الآذان في مكان مرتفع وبصوت عال وبتؤدة وتمهل (فتح الباري 2/66).

وذكر السمهودي في كتابه وفاء الوفا: أن بلال بن رباح الحبشي رضي الله عنه كان يصعد على أسطوان في دار عبد الله بن عمر في قبلة مسجد المدينة، ويؤذن وهو واقف فوقها، وقيل إنه كان يرقى على أقتاب في بيت حفصة بنت عمررضي الله عنهما وزوج الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم تطورت فكرة ذلك المكان المرتفع وصارت بشكل صومعة يصعد المؤذن إلى شرفتها من سلم يدور في جوفها، وكان عمر بن عبد العزيز عامل الوليد بن عبد الملك أول من أدخل بناء المئذنة في جامع المدينة.

وإن من أقدم المآذن في شمال إفريقية صومعة جامع القيروان في تونس، وقد بنى هذا الجامع عقبة بن نافع سنة 50 هـ / 670 م ثم أقام هشام بن عبد الملك مكان مئذنتها القديمة المئذنة الحالية في سنة 105هـ، فأصبحت هذه المئذنة نموذجًا لمآذن مساجد المغرب العربي والأندلس، أما في العراق وبلاد فارس فقد أخذت المآذن شكلًا أسطوانيًا وأحيانا ملويًا كما في سامراء، ثم صار للمآذن أشكال متنوعة في الهند وما وراء النهر، كما ظهرت مآذن بأشكال مختلفة في جوامع القاهرة تتدرج من قاعدة مربعة يعلوها قسم مثمن ثم تنتهي برأس أو رأسين أحيانا عليهما مبخرة. وقد بلغت المآذن من النحافة والجمال أقصى ما يمكن في المآذن التركية في أسطنبول وغيرها من المدن.

2- والقول بأن أصل المئذنة أبراج المعابد أو الكنائس مردود عليه بأن المئذنة ينبغي أن يكون لها سلم يصعد عليه المؤذن وشرفة يرفع منها الأذان وهذا شرط في جميع المآذن وليس ذلك بلازم في برج الأجراس بل يكفي دق الأجراس عن طريق حبل أو سلسلة، ولا يلزم صعود أحد إلى ذروتها أو الإطلال من شرفتها فكل منارة تصلح لأن تكون برجًا للأجراس وليس كل برج يصلح لأن يكون مئذنة، فحينما استولى الأسبان على مئذنة جامع إشبيلية قاموا بتحويلها الى برج أجراس، ولكن حينما استولى المسلمون على آياصوفيا في إسطنبول بتركيا كان لابد من عمل أربع مآذن لأنه لا يوجد شيء في الكنيسة يصلح كمئذنة. فالمئذنة كانت لحاجة وظيفية، وهي الإعلام بوقت الصلاة وتقتضي مكانًا مرتفعًا.

3- كذلك فإن للمئذنة وظيفة أخرى، وهي التأكد من دخول وقت الفجر الصادق بالنسبة لأذان الفجر، فإن هناك فجرين فجر كاذب وفجر صادق فكان على المؤذن أن يصعد إلى مكان مرتفع ليتمكن من رؤية الفجر الصادق حتى يؤذن للناس وليمسك الناس عن الطعام والشراب خاصة في شهر رمضان.

4- ما أسفرت عنه الحفريات في دومة الجندل، من وجود مئذنة ذات طوابق أربعة بمسجد عمر بن الخطاب.

مئذنة مسجد عمر بالجوف:
يقع جنوب شرق البلدة القديمة، وتحيط به المنازل من الجهة الشمالية والغربية، بينما تقع قلعة مارد على بعد 150 م من جهته الجنوبية. والمئذنة ذات تصميم فريد، وتقع في الركن الجنوبي الغربي للمسجد، وتبرز من جدار القبلة، وهي عبارة عن كتلة معمارية مقامة على دعامتين مستطيلتي القطاع، ويعلوها كابولى يتكون من قطع حجرية ضخمة ويحمل ثماني قطع حجرية ضخمة أيضا كأعتاب. وصعود المئذنة يتم بواسطة درج خارجي مقام على قطع خشبية ضخمة، يصل بالداخل إليها باب قليل الارتفاع في ضلعها الشمالي الشرقي. ويبدأ بعده السلم الداخلي للمئذنة الذي قوامه قلبات متعامدة مقامة على قطع من جذور النخيل الضخمة. ويمكن تمييز ستة مستويات للمئذنة من الخارج. ويوجد بكل من المستوى الثاني والثالث والرابع والخامس أربع فتحات مستطيلة الشكل يعلو كلا منها حجران موزعة على أضلاع المئذنة الأربعة للإضاءة والتهوية، ولوصول صوت المؤذن للصلاة إلى الناس.
والواقع أن بساطة التصميم العام للمسجد تذكرنا بطابع البساطة الذي ساد معظم المساجد الإسلامية الأولى بالبصرةوالكوفة. كما أن السلم الخارجي للمئذنة، يذكرنا بملوية سامراء بالعراق وبمئذنة مسجد أحمد بن طولون بالقاهرة.

ونحن هنا نستعرض لأجمل المآذن الإسلامية عبر العصور والأمكنة، لنثبت أنه فن إسلامي خالص ونقول لمن يدَّعون أنها مشتقة من طراز أبراج الكنائس: هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين؟

5- هذا التنوع الشديد في المآذن من مآذن طينية إلى مآذن مغطاة بالذهب الخالص، وفي كل الحالات فإنها لا تخرج عن كونها فنًا إسلاميًا خالصًا.

ومن أشهر المآذن في التاريخ:
1- مآذن الحرمين الشريفين.
2- مآذن القاهرة.
3- مآذن الشام.
4- مآذن العراق.
5- مآذن المغرب.
6- مآذن الهند.
7- مآذن سمرقند وبخارى وطشقند.
8- مآذن حضرموت واليمن.
9- مآذن إفريقيا (المآذن الطينية).
10- مآذن أوروبا.
11- مآذن دول الخليج.
12- المآذن الحديثة.


المقال مصدره موقع قصة الإسلام .

من روائع العمارة الإسلامية .. مسجد السيدة زينب - القاهرة للمهندس جاد الله فرحات

من روائع العمارة الإسلامية .. مسجد السيدة زينب - القاهرة

نشر في شموس يوم 11 - 08 - 2012


مسجد السيدة زينب 1302 هجرية = 1884/ 85م.
والسيدة زينب هي ابنة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم - فاطمة الزهراء- من الإمام علي بن أبي طالب وقد أجمع المؤرخون على موفور فضلها ورجاحة عقلها وغزارة علمها، وقد شهدت مع شقيقها الحسين موقعة كربلاء وشاهدت استشهاده بعيني رأسها، وهي - كما شهد لها التاريخ في الذروة من البلاغة وسمو البيان.
ومسجد السيدة زينب الذي تشرف وجهته الرئيسة الآن على الميدان المسمى باسمها تناولته يد الإصلاح والتعمير في أوقات مختلفة، ففي العصر العثماني قام علي باشا الوزير والي مصر من قبل السلطان سليمان بعمارة فيه في سنة 956 هجرية = 1549م كما قام عبد الرحمن كتخدافي سنة 1174 هجرية = 1761م بإعادة بنائه، وفي سنة 1212 هجرية = 1798م ظهر خلل بالمسجد فقام عثمان بك المرادي بهدمه وشرع في بنائه وارتفع بجدرانه وأقام أعمدته ولم يتم البناء نظرا لدخول الفرنسيين مصر، وبعد خروجهم منها استؤنف العمل إلا أنه لم يتم فأكمله محمد علي الكبير رأس الأسرة الملكية، ومنذ ذلك التاريخ أصبح مسجد السيدة زينب محل عناية أعضاء هذه الأسرة الجليلة وموضع رعايتها فقد شرع عباس باشا الأول في إصلاحه ولكن الموت عاجله فقام محمد سعيد باشا في سنة 1276 هجرية = 1859/ 60م بإتمام ما بدأه سلفه وأنشأ مقامي العتريس والعيدروسالآتي ذكرهم بعد.
والمسجد القائم الآن أمر بإنشائه الخديو توفيق وتم بناؤه سنة 1302 هجرية = 1884/ 85م وفي عهد جلالة الفاروق وبأمره الكريم تم توسيع المسجد من الجهة القبلية وافتتح جلالته هذه التوسعة بصلاة الجمعة في 19 من ذي الحجة سنة 1360 هجرية = 1942م.
والوجهة الرئيسة للمسجد تشرف على ميدان السيدة زينب وبها ثلاثة مداخل تؤدي إلى داخل المسجد مباشرة.
وترتد الوجهة عند طرفها الغربي وفي هذا الارتداد باب آخر مخصص للسيدات يؤدي إلى الضريح وتقوم المئذنة على يسار هذا الباب. ويحيط بالركن الغربي البحري سور من الحديد ويقع به قبتان صغيرتان ملتصقتان محمولتان على ستة أعمدة رخامية بواسطة سبعة عقود أقيمتا على قبري العتريس والعيدروس. وتقع الوجهة الغربية على شارع السد وبها مدخل على يساره من أعلى ساعة كبيرة وللمسجد وجهتان أخريان إحداهما على شارع العتريس والأخرى على شارع باب الميضة.
وأنشئت وجهات المسجد ومنارته وقبة الضريح على الطراز المملوكي وهي حافلة بالزخارف العربية والمقرنصات والكتابات. والمسجد من الداخل مسقوف جميعه، حمل سقفه المنقوش بزخارف عربية على عقود مرتكزة على أعمدة من الرخام الأبيض ويعلو الجزء الواقع أمام المحراب شخشيخة كما يعلو الجزء الأوسط من المسجد قبل التوسيع شخشيخة بها شبابيك زجاجية بوسطها قبة صغيرة فتح بدائرها شبابيك من الجص المفرغ المحلي بالزجاج الملون. ويقع الضريح بالجهة الغربية من المسجد وبه قبر السيدة زينب رضي الله عنها تحيط به مقصورة من النحاس تعلوها قبة صغيرة من الخشب. ويعلو الضريح قبة مرتفعة ترتكز في منطقة الانتقال من المربع إلى الاستدارة على أربعة أركان من المقرنص المتعدد الحطات ويحيط برقبتها شبابيك جصية مفرغة محلاه بالزجاج الملون.
وقد عملت التوسعة من الداخل على نظام بقية المسجد وهي تشتمل على صفين من العقود المحمولة على أعمدة رخامية تحمل سقفا من الخشب المنقوش بزخارف عربية وبوسطه شخشيخة مرتفعة عنه بها شبابيك للإضاءة. وقد بنيت وجهات هذه التوسعة بالحجر على طراز وجهات المسجد الأخرى.
وفى الصورة: مسجد السيدة زينب تحفة من العمارة الإسلامي.
* وزارة الأوقاف
المصدر: جريدة الراى الكويتية.
 

Blogger Tricks

 
Share